Friday, September 7, 2007

بحـــــر خـــــــاص جــــــــــدا


بحـــــر خـــــــاص جــــــــــدا
الليل يلملم ثيابه إيذانا منه بالرحيل , والنسيم يجري يداعب الأشجار فتدمع أوراقها بقطرات الندى فتنسال على الأرض لهيبا !
أسير وحدي وسط الدروب الصاعدة الهابطة والسماء فوقي تكتسي بلون فضي ذو بقع رصاصية وكأنها تتوعد الأرض بالمطر .
وصلت إلى شاطيء البحر بعد أن أجهدني السير وقفت بالشاطيء , كان البحر ساكنا دليل على سحق أغواره , فوقي تعجز الشمس عن السطوع , فهي غير قادرة على مواجهتي , فكيف تبتسم ؟ كيف ! ونهر الحزن يجري بين يدي !!
* * *
مللت من الوقوف بالشاطيء فنزعت من قلبي قارب الحنين ونشرته في بحر الشوق ! عجبا .. لم أرى بحياتي قط قاربا ذو شراع اسود .
ركبت القارب " فاتخذ سبيله في البحر سربا " اضطجعت وركنت رأسي إلى يدي , اتجهت ببصري إلى ما لا نهاية واجتررت الماضي فحانت مني ابتسامة وندت عني تنهيدة عميقة أتت من صدر عميق الأغوار فغدت ذات صوت وصدى اضطرب له البحر وهاجت منه الريح , الموج يتلاطم في صدري , والقارب يعلو ويهبط , ألمس السماء , يغمرني الماء , وجاءت موجة شديدة علت بالقارب فخفق قلبي بشدة هنالك ! ظننت أن لا من مفر وحتما حتما أني غريق .
ولكنها أخذته بعيدا إلى مكان هاديء .
* * *
نظرت إلى المدى فرأيت السماء تعانق الأرض , مددت يدي للأفق فانتزعت منه قوس قزح ووضعت فيه قلبي وغلفته به كأجمل هدية .
نظرت إلى الشراع الأسود فوجدته قد تمزق ! فأخذت أجدف وأجدف حتى وصلت إلى اليابسة , وكان النهار يستعد لارتداء ثياب النوم والأرض تكتسي بلون برتقالي ورأيت ظلها ممددا على الأرض .. يا لها من لوحة جميلة تسر الناظرين !
قدمت هديتي إليها بينما هي كانت تمد يدها لتأخذها غابت الشمس , و اختفى قوس قزح ومعه قلبي , تسمرت قدماي وفغر فاهي !
أيقظني من دهشتي رذاذ وصوت رعد وبرق .
بصرت فوجدت قارب الحنين في بحر أشواقي – بحر ألامي – وقد انتشر فيه مرة أخرى شراع اسود !
- تمت –
- السنبلاوين في 05/10/1993

No comments: