الشجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر ة
حدثت نفسي بصوت خافت يحبه ضميري...والسماء ذات الصدع ..... لقد خالف امرا .... مما لاشك فيه أنه خالف أمرا ــ لهذا امسكت الشرطة به هو صديقي و\انا \احبه ا لكني ما خالفت أمرا قط ...قط... """"قط والله امرا ما خالفت ـ فلماذا لا يأخذ هو نفسه بما آخذ أنا نفسي به ?لماذا يارب السموات ثم انه لا يجب ان يراني حتي لا يدعي انه أنه رآني .... وما من أحد من المارة ــ وهم قلة ــ يعرف علاقتي به حتي يأخذني بلوم ... ما من أحد يجرؤ .... كما ان اليوم راحتي ولي صديقة تنتظرني ــ هناك بالحديقة تحت الشجرة .... يالها من شجرة ساقها املس صعب علي الانسان أن يعتليه ...صعب ....صعب جذورها الواضحة فوق الارض تسعي طالبة لماء العين البعيدة ................لحاها أبيض ناصع البياض ...... أوراقها الخضراء تلمع كأنها اجنحة الطير ترف تحت الشمس******* ********** ******** ******ها هي ... ها أنا .... ها هو العالم ................. وها هي الشجرة يا للسنوات .قالت .. كنت هناك ... كنت بالشارع يوم كنت هناك ... يوم أمسكوا بك ... لم أجرؤ .... يا للسنواتقلت ...... كنت هناك كنت بالشارع يوم كان هناك ..يوم امسكوا به .... لم أجرؤ ... وكنت اظن أنك هنا وكنت انت هناك .. ياللسنواتقالت ..... يالك من ولد طيب .. يالنا من أطفال مساكين قلت ... يلك من فتاة طيبة ..... يالنا من أطفال مساكين( قلبي وقلبها مازالا محفورين علي ساق الشجرة بأسمينا )قالت ... أذكر يوم أعطتنا ما يعطيه ثدي الام .. لبنا ناصع البياض .قلت ... أذكر كان دمعا ولم يكن لبنا ناصع البياض صرخت وضربت الارض بقدميها .. كان لبنا ناصع البياض لا تجزم هل ذقت طعمهوخلعت نعليها ومدت يدها صغيرة مبلوله ترتعش و كنا نطوف حول الشجرة قالت ........ ولكن هل يعرف الشجر الآمومة مثلنا نحن البشر ???قلت .. للبن طعم ... والدموع مالحة .قالت .. ولكنك لم تجرب وقالت لا انا ولا أنت نجرؤ وقالت .... يالها من شجرهفصرخت ....نعم يالها من شجرة ......
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم / يحي الطاهر عبدالله
1 comment:
النجم الذى هوى
يوسف إدريس
حين رأيته كان قادماً لتوه من أقصى الصعيد ، من قرية الكرنك بجوار الأقصر ، وكان نحيلاً كعود القمح ، حلو الحديث والمعشر كعود القصب فتان القامة والبنية واللمحة وذلك الخجل الصعيدى الشهم الذى لا تخطئه العين.
قابلنى فى قهوة ريش أيام كانت مركز الإشعاع للفن ، وقال : أنا أكتب القصة القصيرة . قلت هات اقرأ فأنا لا يسعدنى شىء فى العالم قدر أن أقرأ قصة قصيرة كاتبها فنان قصة قصيرة .
وتصورت أنه سيخرج لى ظرفاً فيه عشرات مما كتب وإذا به يعتدل وتأخذ سيماه طابع الاتصال العلوى ويلقى علينا قصته الأولى وكأنها الشعر يحفظه قائله .
وفعلاً ، ومن أول سطر عرفت أنى أمام كاتب قصة ، وليس أى قصة ، قصة جديدة طوّع لها شاعرية الوجدان المصرى الذى حمصته شمس الصعيد : جديدة الموسيقى ، جديدة اللغة ، جديدة الموضوع ، بل وأكاد أقول ليست مصرية فقط ولكنها أنغام صعيدية عالمية تماماً .
فرحت به كالكنز ، أخذت منه القصة الأولى ، ونشرتها فى مجلة الكاتب أيام كانت مجلة الكاتب ، وقلت كلمة ألفت بها الأنظار التائهة إلى الظاهرة. إلى يحيى الطاهر عبد الله ..
أول الأمس وبحادث لا معنى له بالمرة ، أصيب ومات وقتل يحيى الطاهر عبد الله ولم يبلغ من العمر الثمانية والثلاثين عاماً .
كتب ثلاث مجموعات من عيون القصة العربية الحديثة .
وتزوج وخلف بنتين ، وبالكاد بدأ يتنفس الصعداء ، وإذا بهذا الغادر الملعون ، ودونا عن ركاب عربة انقلبت وكان بها ثمانية غيره - متعهم الله بالصحة وأطال فى أعمارهم - اختطفه ، فعلاً وكما تنطق حكمة الشعب المصرى أحياناً بالحقيقة .
كان ابن موت .
الموت ..
ذلك القضاء الحق الذى لا معنى له بالمرة .
مات يحيى ..
هكذا نعاه لى الأبنودى فى منتصف الليل .
ووجدت نفسى كالأطفال أبكى عجزاً .
فها هو كاتب عملاق شاب آخر قد اغتيل .
والقاتل موت ملعون مبكر .
ولا حول ولا قوة إلا بالله .
يا شعبنا المصرى الطيب ، يؤسفنى أن أنعى إليكم واحداً من أنبغ كتابنا ، ربما لم تعرفوه إلى الآن كثيراً ، ربما لم يكن حديث الناس كنجوم السينما ، ولكنى متأكد أنه سيخلد فى تاريخ أدبنا خلود لغتنا وحياتنا ..
وعزاء لك يا حركتنا الأدبية الكثيرة العدد القليلة النوع .
منقول
Post a Comment